كتبت: سارة خالد علم
في إطار البرنامج الدائم الذي يعقده قصر الثقافة بالزقازيق تحت اسم “يلا نعرف رموزنا”، تم اليوم طرح شخصية دكتور فاروق الباز على مائدة الحوار كواحد من أبناء محافظة الشرقية، ذلك للتعرف على نشأته، وسيرته الذاتية وأهم انجازته العلمية. هذا وقد وُلد فاروق الباز في الثاني يناير 1938 في بلدة دلتا النيل التابعة لمدينة الزقازيق، وحصل على شهادة البكالوريوس في علوم الكيمياء والجيولوجيا من جامعة عين شمس في العشرين من عمره. كما حصل في عام 1961 على شهادة ماجستير العلوم في الجيولوجيا من كلية ميسوري للمناجم والتعدين في رولا، ميسوري. وأكسبه أداؤه عضوية الجمعيات العلمية الفخرية Sigma Xi و Sigma Gamma Epsilon، وحصل في عام 1964 على شهادة الدكتوراه في الجيولوجيا من جامعة ميسوري-كولومبيا بعد إجرائه لأبحاث بين عامي 1962-1963 في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في جامعة كامبريدج. إلى جانب العديد من الشهادات الفخرية الأخرى اعترافاً بمكانته.
بدأ مسيرته المهنية بتعليم الجيولوجيا في جامعة أسيوط في مصر بين العامين (1958-1960) وفي جامعة هايديلبرغ في ألمانيا (1964-1965). وفي عام 1966، انضم إلى الشركة المشتركة الأمريكية-العربية للنفط، حيث شارك في اكتشاف حقل المرجان، أول الحقول النفطية البحرية في خليج السويس. كما ساعدت أبحاثه عن الصحاري في إفريقيا والشرق الأوسط والصين، في فهم منشأ الصحراء وتطورها، وبعد نهاية برنامج “أبولو” الذي شارك فيه الباز من عام 1967 وحتى عام 1972 كمشرف على تخطيط العلوم القمرية في مؤسسة بيلكوم، التحق بمعهد “سميثسونيان”، في العاصمة الأمريكية واشنطن؛ ليؤسس ويدير مركز دراسات الأرض والكواكب “سيبس”، والمتحف الوطني للجو والفضاء «ناسم»، وفي الوقت ذاته انتُخب عضوًا في مجموعة عمل التسميات القمرية التابعة للاتحاد الفلكي الدولي، واستمر بالمشاركة في تسمية معالم القمر المكتشفة من قبل بعثات التصوير القمرية. وقد اقترح الباز، تطبيقًا بارزًا لتحليل صور الأقمار الصناعية لموقع موارد المياه الجوفية، في جنوب غرب مصر، وهو جزء من المنطقة الأكثر جفافًا على الأرض، وقد تم من خلاله اختيار مواقع لآبار الاستكشاف في سهل مغطى بالرمل، كان يعتقد أنه بحيرة سابقة في العصور الجيولوجية الماضية.
وقد أثبت «الباز» وجود المياه الحلوة بكميات هائلة لتوريد أكثر من 1000 بئر بعمقٍ أكثر من 100 متر، التي يمكن استخدامها لريّ القمح والحمص وغيرها من المحاصيل في منطقة شرق العوينات. قدم الدكتور الباز خدماته لمسقط رأسه كمستشار العلوم للرئيس المصري الراحل أنور السادات من العام 1978 وحتى عام 1981، ومن خلال ذلك المنصب لفت نظر المسئولين إلى استصلاح الصحراء وعدم التقوقع في وادي النيل. قام الدكتور الباز بتأليف وتحرير عدة كتب عن استخدام التصوير الفضائي لتحديد المعالم الجيولوجية، بما في ذلك: القمر كما شوهد من قبل (1970)، وأبولو على سطح القمر (1978)، وملاحظات رائد الفضاء من مهمة أبولو-سويوز (1978)، تقرير موجز عن العلوم: الرصد البصري والتصوير الفوتوغرافي(1979).
مؤخراً عرضت فضائية “الغد” تقريرًا عن إطلاق وكالة ناسا الفضائية اسم العالم المصري فاروق الباز على كويكب مكتشف حديثًا بالفضاء.