كتبت/ سارة علم
أقام قصر ثقافة الطفل بالزقازيق اليوم حفلاً بمناسبة عيد الفلاح ضمن أنشطة القصر الثقافية والفنية. قدمت على وقع هذا الحفل محاضرة شفهية لجمهور الحاضرين من قبل الأستاذ محمد طُرية، رئيس قصر الطفل بالزقازيق، والمهندس الزراعي عبد المقصود عامر، وتم التحدث خلال هذه المحاضرة عن تاريخ الفلاح المصري، وتأثيره في عملية الزراعة في كافة أنحاء العالم، وقيمة ما يقوم به الفلاح للمجتمع المصري، كما تطرقا إلى المشكلات التي يعاني منها الفلاح اليوم، وقيمته التي فُقدت وكيفية إحياء هذا الرمز الأصيل من جديد وفي الختام تم تكريم الحاج السيد عبد المجيد والحاج عبد القادر محمد، كنموذجين لفلاحي مصر المثابرين، من خلال تقديم شهادات تقدير لهم والتقاط الصور معهم. وفي تصريح خاص من قبل المهندس عبد المقصود عامر، أكد لنا أنه كان عملاقاً في بدايته، لكنه همش الآن كقيمة وثقافة، كما أن اتجاه الدولة إلى الاعتماد على الصناعة أدى بشكل كبير إلى الإخلال في جانب الاهتمام بأمور الزراعة والفلاح. وأضاف بأن الفلاح المصري يرفض التحول إلى الطرق الحديثة في الزراعة، فهو يقدس الوسائل التقليدية التي نشأ عليها؛ بل إن بعض الفلاحين يرفضون حتى التجديد في أنواع المحاصيل الزراعية نفسها التي يزرعونها.
كما أكد على أهمية التحول إلى الري بالتنقط في كل الأراضي الزراعية في مصر، حيث إن الري بالتنقيط يقلل من كمية المياه المستخدمة في الزراعة، فكمية المياه المستخدمة لزراعة 8 مليون فدان عن طريق الري بالغمر تكفي لزراعة 20 مليون فدان من خلال الري بالتنقيط. ويرى بأن الفلاح يواجه مشكلة جسيمة في عملية تسويق منتجه، فتكاليف الانتاج مرتفعة مقارنة بالعائد المادي، والفرق الشاسع في الربح الذي يحصل عليه الفلاح وبين الربح الذي يحصل عليه الوسيط الذي يشتري من الفلاح بأقل الأسعار ويبيع بأعلاها، هو ما أدى إلى انخفاض قدرة الفلاح على تسويق منتجه بالسعر الذي يستحقه؛ فالوسطاء يسيطرون على السوق، ولا يتركون للفلاح فرصة تسويق منتجه بنفسه وكذلك لا يدفعون ثمنه الحقيقي للفلاح. وفي نفس الإطار أكد على أن المراكز البحثية في مجال الزراعة يجب أن تفعل دور المهندس الإرشاد الزراعي، فهو الشخص المنوط به تطوير عقلية الفلاح التقليدية وتثقيفه لكي يطور الطريقة التي يستخدمها في الزراعة ولمساعدته في زيادة الانتاجية وتقليل تكاليفها من على كاهله، وقد قدم حضرته بعض المقترحات للتقليل من مشاكل الفلاح المصري، كأن تقوم الدولة بدعم الفلاح للاتجاه للطرق الحديثة في الزراعة من خلال الدعم المادي، كذلك تقديم نماذج حية “حقل ارشاد” للفلاحين لاطلاعهم عليها ميدانياً، ومحاولة وضع جداول للتجديد في نوع المحاصيل التي يتم زراعتها. وفي النهاية أشاد بدور المرأة الريفية التي لطالما كانت خير عونٍ لزوجها وعملت معه في الزراعة وتربية المواشي والطيور، وكانت مثالاً للسيدة المنتجة والمربية الأصيلة