صدر عن دار الأجيال، ترجمة للشاعر حسن حجازى للإنجليزية، للمجموعة الشعرية “سيدة الأشجـــار” من شعر دكتور مدحت الجيار، والتي تضم معظم القصائد التي تم كتابتها بين أعوام 1983- 1986 – 2003
وكتب الشاعر حسن حجازى مقدمة للكتاب، وهو بعنوان “سيدة الأشجار” … وعبق الماضي الجميل.
وهى”مدحت الجيار ، عرفنا فيه الإنسان ، الناقد ، الباحث ، المحاضر ، لكن الجديد هو أن نجد فيه الشاعر .. عندما يكتب الناقد والباحث والمحاضر الشعر بالتأكيد نجد عنده صوتا شعريا مغايرا ، يخرج عن المألوف ، فنجد الجديد والطريف والأصيل والمتمرد .. يكتب عن الإنسان ، عن الوطن، عن الكون ، عن الحب ، وعن الرحلة الطويلة المفعمة بالحب والكفاح والنجاح والإخفاق أحيانا، على الدرب الطويل في الحياة . كل ذلك وأكثر يمكن أن نجده خلال صفحات سيدة الأشجار وعبر أوراقها الخضراء .
سيدة الأشجار .. مجموعة شعرية كتبها الشاعر ما بين مرحلة عمرية تمتد من عام 1983 وحتى 2003 تعكس وجه مصر الحقيقي لحقبة هامة محفوفة بالإنتصارات والإنكسارات محملة بعبق الإنتصار في أكتوبر 1973 وتعود لما قبلها ، محملة بروح التحدي والنظر للمستقبل بعين الشاعر الفاحص المدقق المدرك بجلاء، لما يدور حوله من أحداث وتطورات طالت المنطقة بأسرها .
القصائد تكاد تضم 76 نصاً باللغتين العربية والإنجليزية وهي تقريبا كل ما كتبه شاعرنا من قصائد ، لذا فهي تقدم لنا بجلاء ووضوح العالم الخاص بالشاعر ، مدحت الجيار .
“سيدة الأشجار” .. تجربة تجتر الماضي ولكن ليس البعيد , تعود لبدايات الثمانينات , ومصر تبدأ مرحلة جديدة من تاريخها العريق ، قائد شاب من جيل أكتوبر وشعب يتطلع لغد أفضل ومفاوضات شاقة لإستكمال عودة سيناء ، والإرهاب كان يطل بوجهه الكئيب على ربوع الوطن . مشاريع مبشرة وشعب يرنو لحاضر أفضل وتخفيفا لمعاناة طالت الأغلبية من المصريين . اقتصاد منهك وظروف معيشية صعبة ووعود بمزيد من الصبر والتحمل من أجل مصر . تجربة تحمل هموم المثفف والطبقة الوسطي بطموحاتها وأحلامها ومعاناتها . هذا على ما أعتقد وما شعرت به من خلال ترجمتي لسيدة الأشجار للشاعر مدحت الجيار الذي تخلى هنا عن الناقد ليطل الشاعر بخبرة وعمق وتجربة السنين ليكتب قصائد “سيدة الأشجار” تجربة ترصد وتسجل وتدون مرحلة دقيقة من تاريخ مصر …. قبيل وأثناء وبعد حقبة أكتوبر وانتصاراتها عام 1973م.