كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يصوم الاثنين والخميس، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبب صيامه: “أحب أن يرفع عملي وأنا صائم” ، ومن لم يستطع الصيام في هذين اليومين، فعليه أن يكثر العبادات الأخرى لكي يرفع عمله وهو متعبد لله.
يوم الخميس والاثنين من الأيام الفاضلة، ففيهما تعرض الأعمال على الله تعالى، وفيهما تفتح أبواب الجنة، وثبت الترغيب في صيامها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم”. رواه الترمذي وغيره.
وفى صحيح مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين، ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا”.
وفي شرح الزرقاني على الموطأ: يوم الاثنين ويوم الخميس ـ فيه فضلهما على غيرهما من الأيام وكان صلى الله عليه وسلم يصومهما ويندب أمته إلى صيامهما وكان يتحراهما بالصيام. انتهى.
وينبغي في هذين اليومين ـ إضافة إلى الصيام ـ الإكثار من مختلف الأعمال الصالحة من ذكر لله تعالى وصدقة، ونوافل لكونهما من الأوقات الفاضلة، ولأجل عرض الأعمال فيهما على الله تعالى، جاء في التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ لمؤلفه:
محمد بن إسماعيل الصنعاني، المتوفى: 1182هـ وفيه ندب صوم هذين اليومين، وكالصوم الإكثار من الأعمال الصالحة فيهما، لأن العلة عرض الأعمال وهو يقتضي الإكثار من صالح الأعمال فيهما.
وقال الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين: وأما في الأسبوع: فالاثنين والخميس والجمعة، فهذه هي الأيام الفاضلة فيستحب فيها الصيام وتكثير الخيرات لتضاعف أجورها ببركة هذه الأوقات.