كتب/ الشاعر محمد الباز
من منطلق نابع من يقين كل ذات، لقد أصبحنا في زمن ندرت بداخله القيم، ولكنها باقية لأمد بعيد، لذا لا علينا بالنظر الي الغرب او إلي الغير كثيرا، فنحن بداخلنا ينابيع من الرقي والبهاء الذي سلك طرقا أو اخري، غير الطريق الذي كان مخصصا له، وهذه الينابيع ليست سوي هبه من الله، لكل مخلوق قدر له ان يكون له من السعادة نصيب، ويعيش في كنف هذا الوطن.
حديثي اليوم أحبتي الطيبون والطيبات ما هو ألا مصالحة مع الذات، لكل شخص فينا انا وانت وهي وهم وهؤلاء، ولكن كيف نتصالح مع الذات، التي تبعد عن ما يدور في فكرنا، لقد أصبحنا اليوم عجافا سائرين على الكفاف، وليس هذا بفعل ندرة المادة ولكن بفعل أننا تركنا سنن من قبلنا، وصرنا عاجزين عن اتخاذ الفعل، ونائمين كسالي إذا غفونا غفوة، أصبحت لدينا كأننا ذهبنا الي المريخ.
مفتاح الحياه بداخلنا ليس متوقفا عن العمل، ولكن نحن صرنا نستحي أن نعمل، وللأسف من نتخذهم قدوة لنا من الغرب، ما هم ألا أدوات أخذوا من حضارات العرب والمسلمين، ما يجعلهم سباقين بمئات من السنين الضوئية، نحن من قصرنا في حق أنفسنا، وصرنا نعتمد علي من يأخذ بيدينا، فهل يعقل أن ينصف الظالم مظلوما، لن يحدث ونحن لسنا مظلومين فحسب، ولكننا ظالمين لأنفسنا بصدق، فقدنا معني الانتماء لأنفسنا فابتعدنا عن ديننا، فبعنا أوطاننا بثمن بخس، وصرنا بعد أن كنا في مقدمة الركب، الأن لو قدر لنا أن نزحف علي بطوننا عرايا فقد حققنا الإعجاز.
هذا ليس كلاما منقولا ولكنه إحساس نابع من قلب من يتحدث ويكتب هذا المقال، فهو لي ولكم وانتم وانا أصحاب القرار، إن بقينا عرايا في أوطاننا ونتبع القطيع من الغرب، القابض علي زمام امورنا ليس ذكاء منهم فحسب، لكنه تهوين من أنفسنا لأنفسنا، بأننا أصبحنا جاثمين في أنهار من الكسل الذي سيظل ملتصق بأجسادنا، ويسير في دماءنا لذا بيدينا الفرصة، إما نكون ونخلص لأنفسنا، وترتفع رايات أوطاننا ونعمل من أجلها وننحت في صخرها، ليعلو شأنها أو سنظل تحت النعال، مسخة لا نستحي ولا نتعلم من دروس، قد وضعت أمامنا وسطرها القدر فالأمس كان لنا، واليوم نحن لهم وغدا بأيدينا، نحن إن أردنا.
والله الموفق #محمد الباز