جريدة الشرقية

الطريق إلي الجنة ليس بالشعائر فقط

إعداد / نانسي طارق
ليس الدين مجرد عبادات فقط ولكن معاملات أيضا فيجب علي المسلمين الموازنة بين المعاملات والعبادات فقد حثنا الدين الإسلامي علي حسن الخلق والمعاملة ، حيث أن تحقيق هذه التوازن بين العبادات والمعاملات في الدين تتطلب منا بذل المجهود، فكثير من المسلمين يهتمون بالصورة الشكلية للدين فقط وخير شاهد علي ذلك الاهتمام المبالغ بيه بأداء فريضة الحج أكثر من مره في العمر وهناك تشويش ذهني في مفهوم الاستطاعة لأداء فريضة الحج لدي بعض المسلمين وسوف نوضح شروط الحج كما أمرنا الله .

شروط وجوب الحج

اتفق الفقهاء علي أن الحج يجب علي كل مسلم ، عاقل ، حر ، بالغ ، مستطيع في العمر مره واحده ومفهوم الاستطاعة بالنسبة لبعض الناس يكون فيه تشويش في فهمه فقال الله تعالي ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا ) فأمرنا الله بالحج كفريضة وهذه حقيقة فعلا لها شروط خاصة بالاستطاعة لا يجب أن نخل بها وهى : ١
** – الراحلة : فلا يلزمه الحج إلا إذا قدر عليها بملك أو استئجار
** -الزاد : يشترط لوجوب الحج إن يجد الزاد ؛ بحيث يكفيه لذهابه وعودته ، يشترط كون الزاد والراحلة فاضلين عن نفقته ونفقه من تلزمه نفقتهم وكسوتهم مدة ذهابه وعودته ، يشترط كونهما فاضلين عن مسكن وخادم يليقان به. وبعد قضاء الواجبات من الديون حاليه أو مؤجله والذكوات والكفارات والنذور وبعد النفقات الشرعية له ولعياله وبعد الحوائج الاصليه ولو قدر علي مؤن الحج لكنه يحتاج إلي النكاح لخوف العنت (الزنا) فصرفه إلي النكاح أهم من صرفه إلي الحج ؛ لأن حاجه النكاح ناجزه ، والحج علي التراخي ، وإن لم يخف العنت فتقديم الحج أفضل. وان يكون الطريق آمنا من الخوف وكذلك يكون آمنا من الخوف من وجود مرض معد لأن الخائف غير مستطيع. صحة البدن : أن يكون قادرا لا يعاني من مرض حتي لا تكون مشقه عليه. حيث يجب علي ميسور الحال أن ينفق أمواله في أعمال الخير مثل إنفاق الصدقات والزكاة علي الفقراء والمساكين ومساعده الشباب في نفقات الزواج واقامه المشاريع لتوفير فرص عمل للشباب ، ولنا في رسول الله صلي الله عليه وسلم أسوة حسنه فقد حج مره واحده وهي حجه الوداع. وقد قال الشيخ عبد القادر الجيلاني منذ ألف عام في خطبته التي تعد اقصر خطبه في التاريخ حيث صعد المنبر فقال : لقمه في بطن جائع خير من بناء ألف جامع وخير ممن كسا الكعبة وألبسها البراقع وخير ممن قام لله راكع وخير ممن جاهد للكفر بسيف مهند قاطع وخير ممن صام الدهر والحر واقع وإذا نزل الدقيق في بطن جائع له نور كنور الشمس ساطع فيا بشري لمن أطعم جائع. وقال الله تعالي {وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة وما تقدروا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير} . 


فيا أيها المسلمون فهل من تعاليم الدين الإسلامي أن تتركون الجياع والنيام في الشوارع والغارمين في السجون والفقراء والمساكين بلا مأوي …؟
أين انتم من مبادئ الرحمة التي علمكم إياها الدين الإسلامي ..؟؟ !!!
 
 
 
Exit mobile version