كتب: محسن غانم
قضت محكمة جنايات الزقازيق، اليوم الأربعاء، بإحالة أوراق شاب متهم بقتل أخويه طفلين توأم، إلى مفتي الجمهورية، لاستطلاع الرأي الشرعي في الحكم بإعدامه، وقررت المحكمة، برئاسة المستشار أحمد الجمل، وعضوية المستشارين أسامة الحلواني، وباسم جاويش، وسكرتارية تامر عبدالعظيم، تحديد جلسة للنطق بالحكم، بعد ورود رأي المفتي.
تعود أحداث الواقعة إلى شهر أبريل 2019، حيث تلقى مدير أمن الشرقية إخطارًا يفيد بالعثور على طفلين “توأم”، في ترعة قرية “البلاشون”، التابعة لمركز شرطة بلبيس.
وتوصل ضباط قطاع الأمن العام، بالتنسيق مع إدارة البحث الجنائي بالشرقية، إلى أن وراء الواقعة أحد إخوة الطلفلين المجني عليهما من “الأب”، حيث قام بقتلهما خنقًا، وألقى بجثتيهما في الترعة، بسبب “الحقد والغيرة”، نظرًا لمعاملة الأب السيئة له، على عكس معاملته للطفلين.
وكشفت تحريات المباحث وتحقيقات النيابة العامة، التي جرت على مدار 48 ساعة، وتضمنت اعترافات المتهم، وأقوال والد الطفلين المجني عليهما والمتهم، وإفادت شهود العيان، عن تفاصيل الواقعة، والتي جاءت كالتالي:
كانت عقارب الساعة تشير إلى 11 ظهرًا، حينما فوجئ أهالي قرية “البلاشون”، بظهور جثتي طفلين على سطح المياه في ترعة القرية، قام بعض الأهالي بانتشالهما، وتبين أنهما لـ”محمد”، وشقيقه التوأم “كريم”، والدهما يُدعي “حسن ع.”، 45 سنة، عامل بمصنع غاز ومقيم بالقرية.
تولى أحد الأهالي الاتصال بوالد الطفلين، الذي حضر من عمله، ليفاجأ بمصرعهما، فسارع بتقديم بلاغ إلى مركز شرطة بلبيس، وأخطر رئيس مباحث المركز، مدير أمن الشرقية، بتفاصيل البلاغ، وما هي إلا دقائق وانتقلت قوة من المباحث، تحت إشراف اللواء محمد والي، مدير مباحث المديرية، إلى مكان الواقعة.
وبدأت القوات في مناقشة والد المجني عليهما، الذي أكد عدم وجود أي خلافات أو خصومة مع أحد، وأنه فوجئ بقتل طفليه التوأم من زوجته الثانية، ولم يتهم أحداً بالتسبب في قتلهما، وبحضور فريق من النيابة العامة، بدأ في إجراء مناظرة لجثتي الطفلين، وتبين وجود أثار خنق بالرقبة، ما يشير إلى أن هناك شبهة جنائية، فأمرت النيابة باستدعاء الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة، واستدعاء والد الضحايا لمناقشته، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
توصلت التحريات إلى أن المشتبه فيه شاب في العقد الثاني من عمره، يُدعى “حسام”، أخو الطفلين من الأب، بعدما أفاد بعض الشهود بمشاهدته بصحبة الطفلين قبل قليل من عثور الأهالي على جثتيهما في الترعة، وتم استئذان النيابة العامة لضبط المشتبه فيه ومناقشته حول ملابسات الواقعة.
انطلقت مأمورية من المباحث إلى مسكن الشاب، حيث تم ضبطه واقتياده إلى مركز الشرطة، وبمواجهته بالاتهامات المنسوبة إليه وأقوال الشهود، اعترف بتفاصيل جريمته، مؤكدًا أنه قام بقتل الطفلين بسبب شعوره بـ”الغيرة” منهما.
وجاء في اعترافات المتهم: “اللي حصل إن أبويا اتجوز على أمي، ومراته التانية خلفت محمد وكريم توأم، وبدأ يهتم بيهم ويفرق في المعاملة بينا، كان دايمًا بيعاملني وحش، قررت أقتلهم علشان ارتاح من المعاملة دي”، وتابع: “استدرجت كل واحد لوحده، خنقت محمد الأول، وبعدين خنقت كريم، وشلت الجثث ورميتها في الترعة، ورجعت البيت أدور مع أبويا والناس في القرية عليهم، علشان محدش يشك فيا.. ده كل اللي حصل”.
وبعد تحرير المحضر اللازم لاستكمال الإجراءات القانونية، تم العرض على النيابة العامة، التي قررت إحالة المتهم إلى محكمة جنايات الزقازيق، والتي قضت بدورها بإحالة أوراقه إلى مفتي الجمهورية للحكم بإعدامه.