كتب /عبد الرحمن زكريا
حينما تصبح كرة القدم معشوقة الجماهير فتوقع كل ما هو غير متوقع ..، في عام ١٩٩٨ با ستاد القاهرة الدولي مباراة حسم بطاقة الصعود للدوري الممتاز تجمع ما بين نادي الشرقية و نادي بني سويف ..محافظتان يتنافسان علي حلم الصعود .. الشرقية آنذاك تنافس علي الصعود منذ اثنتين وعشرون سنه. أي منذ عام ٧٦ آخر تواجد لها في الممتاز. اثنتين وعشرون سنه ولم يفقد شعب الشرقية الأمل في فريقهم ولا في الصعود .. مدرب شاباً وقتها يبدأ مسيرته التدريبية، كان لاعباً عظيماً ولكن كمدرب كان مجهولاً يدعى ( حسن شحاتة ) .. حمل علي عاتقه أحلام شعب بأكمله وثقت به الجماهير وزحفوا وراءه بالآلاف لإستاد القاهرة مائة ألف من جمهور الشرقية يملؤن جنبات ستاد القاهرة مساندين فريقهم نحو حلم الصعود .. وبالفعل فاز الشرقية بنتيجة ٣-١ وتحقق حلم الصعود للممتاز وأسدل الستار علي موسم ذهبي لحسن شحاتة مع محافظة الشرقية .. وسط فرحه تجتاح المحافظة التي يتجاوز عدد مواطنيها أكثر من ٤ مليون نسمه آنذاك .. شعب بأكمله يعشق كرة القدم و يعشق فريقه و يتمني أن يراه وسط الكبار دائماً لأنهم يستحقون ذلك . صعدت الشرقية للممتاز موسم ٩٨-٩٩ مع ” أنور سلامه ” حقق معه نتائج رائعة وقوية في هذا الموسم كان أبرزها التعادل مع النادي الأهلي في قمة جماهيريه حضرها ٤٥ ألف متفرج وحسم مقعد في الدوري الممتاز و الهروب من شبح الهبوط .، في هذا الموسم كان الشرقية أكثر فرق الدوري حضوراً للجماهير بعد الأهلي و الزمالك ، وهذا يدل علي مدي حب وعشق وارتباط جماهير بفريقها.
** الشرقية التي تمتلك جمهوراً لا يمتلكه فرق في الدوري الممتاز و بالرغم من ذلك الشرقية تهبط في موسم ٩٩-٢٠٠٠ بعد نتائج قويه أمام الأهلي والزمالك ولكن دون جدوى ، فمع الزمالك حققت الشرقية فوزها بنتيجة ١- صفر ومع الأهلي حققت التعادل السلبي .. وكان هذا آخر موسم للشرقية في الدوري الممتاز قبل أن تحقق الصعود عام ٢٠١٦-٢٠١٧لتهبط مباشرة بعد موسم واحد بسبب صراعات ممجوجة تظلم المحافظة الكبيرة عامة وجماهير الساحرة المستديرة فيها على وجه الخصوص .
كرة القدم الشرقاوية تمتلك مقومات كثيرة تفتقدها أنديه متواجدة في الدوري الممتاز حيث جمهور عاشق لكرة القدم ، و تمتلك استاد يتجاوز سعته ٢٠٠٠٠ ألف متفرج ، ولكن الأهم من ذلك هو الدعم الذي يفتقده الفريق .. الدعم المادي .، فعندما نسمع أرقام ٤٠ مليون و ٥٠ مليون قيمة لاعب ، تجد الشرقية ميزانية فريق الكره بأكمله لم تتخطي نصف أو ربع هذه الأرقام ، في موسم ٢٠١٦-٢٠١٧ تحقق الصعود للدوري بعد مباراة مع نادي الترسانة والتي فاز بها نادي الشرقية بركلات الترجيح علي ستاد جامعة الزقازيق والتي شهدت تواجد للجماهير فوق أسطح المنازل . ولكن لم تدوم الفرحة طويلا هبط الفريق للدرجة الثانية بعد تخبط في الإدارة الفنية للفريق .. بدأه الكابتن طارق يحيي ثم الكابتن علاء عبد العال حتى جاء الكابتن عماد النحاس والذي أضاف طفرة في أداء الفريق ولكن بعد فوات الأوان حيث أصبح الهبوط أمرا محتوماً .. هبط الشرقية للدوري الدرجة الثانية علي أمل بالصعود للممتاز الموسم المقبل ، ولكن كانت الفاجعة هبوط الشرقية للدوري الدرجة الثالثة ، وانهيار كامل للفريق . انسحاب الدعم والرعاة عن الفريق و عدم صرف مستحقات اللاعبين كل هذه مشاكل أدت إلي الهبوط للدرجة ألثالثه . ومازال الفريق في الدرجة الثالثة
** لتقبع الشرقية بعيدة كل البعد عن مكانتها الطبيعية والتي تستحقها وسط الكبار في الدوري الممتاز وليس دوري المظاليم . لأننا لا نلبث أن نصعد حتى نهبط .. وعلاقتنا بالدوري الممتاز ماهى إلا …( خالتي عندكم …؟).