جريدة الشرقية

سرطان الثدي.. أسبابه وطرق الوقاية وأهم المراكز المختصة بعلاجه

إعداد / سارة علم

في كل مدينة وفي كل حي لدينا أبطال يخوضون حرباً من نوعٍ خاص، حرب البقاء على قيد الأمل وعلى قيد الحياة “مرضى السرطان” حتماً لا تكفينا السطور لوصف معاناتهم ، أو عن صراعهم مع مرضهم من جهة، وألام الكيماوي التي تفتك بهم من جهة أخري، بل إنها لا تكفي حتى لتعبر عن حال كل من فقد عزيز لديه بسبب هذا المرض
سرطان الثدي يُجهز على حواء
*****

يعد سرطان الثدي” أحد أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في الآونة الأخيرة ، مما جعله كابوساً يهدد حياة الكثير من الأسر المصرية و “سرطان الثدي” هو عبارة عن انقسام خلايا أنسجة الثدي ونموّها دون الخضوع لأنظمة التحكم الطبيعية في الجسم، وتغزو هذه الخلايا النسيج المحيط بالثدي، كما يمكن أن تنتقل لأجزاء الجسم عن طريق الدم أو الجهاز الليمفاوي إذا لم يتم علاجها.. في هذا الإطار كشف الدكتور عمر زكى، أستاذ علاج الأورام بطب قصر العيني، خلال مؤتمر مركز قصر العينى لعلاج الأورام والطب النووى، الذي عقد في نهاية عام 2018م، أن سرطان الثدى أكثر السرطانات انتشاراً ، موضحاً أن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن واحدة من كل 8 سيدات تخطين سن الـــــ 50 يصبن بسرطان الثدي، وبوجود العامل الوراثى تزداد هذه النسبة قليلا. وقد أشارت تقديرات موقع Globocan الشبكي لعام 2018م، التابع للوكالة الدولية لبحوث السرطان، إلى أن هناك نحو 20089 مليون حالة جديدة مصابة بسرطان الثدي، وهو ما يمثل 11.6 في المائة من جميع حالات السرطان الجديدة، ما جعل سرطان الثدي يحتل المرتبة الثانية بين أعلى خمسة أنواع سرطان تصيب الإنسان، وأن هناك 627 ألف حالة وفاة بسبب سرطان الثدي تحدث كل سنة وهي تمثل 6و6 في المائة من وفيات السرطان عامة. ومن المتوقع خلال العشرين عاماً المقبلة زيادة معدلات الإصابة به إلى أكثر من أربعة أضعاف في منطقة الشرق الأوسط.
الأسباب الشائعة للمرض وسُبل الوقاية
********

تشير المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، إلى أن سرطان الثدي يشكل ثلث حالات السرطان بين النساء في الوطن العربي؛ نظرًا لانخفاض الوعي بين السيدات بأهمية الحفاظ على صحة الثدي وإتباع خطوات الفحص والاكتشاف المبكر فترتفع نسبة اكتشافه في مراحل متأخرة على الرغم من إمكانية تحقيق أعلى نسبة شفاء قد تصل إلى 98% إذا اكتشف مبكرًا. كما توجد بعض العوامل التي من المحتمل أن تتسبب فى إصابة النساء بسرطان الثدي، منها السمنة واستهلاك الدهون، وتعاطي الكحوليات والتلوث البيئي وتلوث الطعام، فضلا عن وجود تاريخ عائلي للمرض بين سيدات الأسرة الواحدة (الأم – الخالة – الجدة – الابنة ، كذلك نصحت منظمة الصحة العالمية بضرورة الوقاية، عن طريق الابتعاد عن عوامل الخطر وتحسين أساليب الحياة وفقاً لبرامج شاملة وخطط وطنية أوصت بها المنظمة لمكافحة سرطان الثدي، ومنها التشخيص المبكر للمصابات، بإتباع استراتيجيات بشأن الإبكار في الكشف عن المرض للوقوف على أعراض وبوادر الإصابة به في وقت مبكر، وإجراء الفحص السريري للمواضع الظاهرة من الثدي، وكذلك إجراء فحص لتصوير الإشعاعي للثدي مع تحمل نفقات، وكذلك تقديم العلاج بكل أنواعه ومراحله، وتزويد من تحتاج منهن بالرعاية الطبية التلطيفية Palliative care التي تبقيهن على قيد الحياة في وضع مقبول. وهذا ما تتبعه مصر في هذه المرحلة فقد انطلقت الحملة القومية للكشف المبكر عن سرطان الثدي برعاية السيد عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، منذ الأول من يوليه لهذا العام على عدة مراحل خلال جميع المحافظات على نفس نمط “100 مليون صحة”، وتستهدف الحملة العلاج والتوعية الكاملة بمسببات المرض وآليات الفحص الذاتي للسيدات من سن 18 عاما، وتؤدى جميع الخدمات للسيدات بالمجان، كما سيقوم بالكشف طبيبات “لضمان الخصوصية” من وزارة الصحة في جميع أنحاء الجمهورية، من المقرر لها أن تبدأ من يوم 30/9/2019م وحتى 30/12/2019م في جميع مراكز وقرى محافظة الشرقية.

** من جانبه أكد الدكتور محمد لطيف، عميد المعهد القومي للأورام السابق، أن 40 % من حالات الإصابة بالمرض يمكن إنقاذها من خلال الكشف المبكر، و40 % أخرى يمكن تجنبها نهائيا بمثل هذه الحملات.

كيف يمكنكِ ملاحظة الإصابة “بسرطان الثدي
*****

** أوضح المختصون بعض العلامات الملحوظة بالعين التي تنذر بخطر الإصابة بسرطان الثدي، ومنها إفراز مادة شفافة أو مشابهة للدم من الحلمة، يظهر أحيانا مع ظهور الورم في الثدي، وتراجع الحلمة أو تسننها تغيّر حجم أو ملامح الثدي تسطـّح أو تسنن الجلد الذي يغطي الثّدي، وظهور احمرار أو ما يشبه الجلد المجعّد على سطح الثدي، مثل قشرة البرتقال. في حالة الإصابة بالمرض ما الذي يتوجب علي فعله؟ توجد عدة جهات حكومية تقدم خدماتها لمرضى السرطان في أماكن متفرقة بالجمهورية يمكن التوجه إليها؛ للحصول على الدعم الطبي منها: مستشفى بهية، من المؤسسات الطبية التي تعالج سرطان الثدي بالمجان، والمعهد القومي للأورام، مؤسسة حكومية متخصصة في علاج كل أنواع الأورام، وكذلك مستشفى 500 500 لعلاج السرطان، وهو مشفى يتبع المعهد القومي للأورام الجديد التابع لجامعة القاهرة، ومركز أورام جامعة المنصورة، والذي يقدم خدمة علاج السرطان بالمجان هو الآخر. كما يوجد مستشفى شفاء الأورمان بالصعيد، وهو صرح جديد لعلاج السرطان بالمجان في الصعيد، ومركز أورام طنطا، يعالج آلاف المرضى بالمجان أيضاً.
ليست النهاية

*

الإصابة بالسرطان ليست النهاية الإصابة بمرض ما سواء كان السرطان أو غيره لم يكن اختياركِ بالتأكيد؛ ولكن مقاومته هي باختيارك أنتِ. تحملت ألاما وخيبات، مررتي بظروف أصعب من ذلك وتخطينها من قبل، قاتلي لأجل أطفالك، لأجل دموعهم التي تخنقهم خوفاً عليك قبل خوفك عليهم. قاومي لأجل أحلامك، قاتلي لأجل حقك المشروع في الحياة، سيمضي وستقفين أمام العالم لتروي لنا قصة نجاحك في التغلب على السرطان ككثير من المتعافيات، وسنفخر بك، “السرطان ليس النهاية” عليكِ هزيمته.

Exit mobile version