4
كتب: محسن غانم
اقيمت اليوم بقاعة المؤتمرات برئاسة مركز ديرب نجم، وتحت رعاية واشراف المحاسب صلاح سالم رئيس مركز ومدينة ديرب نجم، ندوة بعنوان ” روح التسامح والهوية الوطنية ” بحضور كل من : فايز كيلاني رئيس مؤسسة شباب الاعلاميين بالزقازيق، و داليا صلاح اخصائي الاعلام بمجمع اعلام الزقازيق التابع للهيئة العامة للاستعلامات، وعدد من العاملين برئاسة المركز والوحدات المحلية التابعة.
تناول في الحديث فايز كيلاني تعريف ما هو التسامح : حيث اوضح ان التسامح من أسمى الصفات التي أمرنا بها الله عزّ وجلّ ورسولنا الكريم، فالتسامح هو العفو عند المقدرة والتجاوز عن أخطاء الآخرين ووضع الأعذار لهم، والنظر إلى مزاياهم وحسناتهم بدلاً من التركيز على عيوبهم وأخطائهم، فالحياة قصيرة تمضي دون توقف فلا داعي لنحمل الكُره والحقد بداخلنا بل علينا أن نملأها حب وتسامح وأمل حتى نكون مطمئنين مرتاحو البال، وهو يقرب الناس لنا ويمنحنا حبهم، قال تعالى (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) صدق الله العظيم. عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
كما تحدث عمن عاشر الناس بالمسامحه، زاد إستمتاعه بهم. التسامح جزء من العدالة. إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه، فالتمس له العذر، فإنّ لم تجد له عذراً، فقل: لعل له عذر لا أعلمه. لا يمكن لشيء أن يجعل الظلم عادلاً إلّا التسامح.
التسامح هو الشك بأن الآخر قد يكون على حقّ. الحياة أقصر من أن نقضيها في تسجيل الأخطاء التي يرتكبها غيرنا في حقنا أو في تغذية روح العداء بين الناس، كما تناول ايضا الحديث عن الهوية الوطنية، ودور التراث في بناء هويتنا المستقبلية،
وأوضح أن التراث الإنساني هو الشاهد على إعمار الإنسان للأرض، والشاهد على إنجازه وتطوره وتفاعل الحضارات الإنسانية.
فالتراث هو بمثابة مفتاح الهوية الشاهد على مجهود البشر في إعمار الأرض، وإن أي تدمير للتراث أو تشويه يصب في النهاية في تشويه الأمة والوطن بالكامل، لذلك يجب الحفاظ على كل ما خلفه الإنسان؛ لأنه هو التراث الإنساني الذي يجب المحافظة عليه؛ لأنه واجب إنساني.
والتراث المصري يعد من أهم المعالم الأثرية، ولكي نحافظ على التراث الإنساني يجب اعتباره مكوناً مهماً من مكونات شخصيتنا المستقبلية، ولا يمكن الحفاظ على التراث دون الاقتناع التام بأن للماضي تأثيراً مهماً على المستقبل، وأنه سراج يضيء لنا الطريق الذي سوف نسلكه مستقبلاً.
إذن فالأسباب التي تدعو إلى الحفاظ على التراث كثيرة ومتعددة، والتراث هو كل ما تركه لنا الآباء والأجداد من إرث مادي ومعنوي، وهو مصطلح يضم العادات والتقاليد والقيم الثقافية والروحية، ومن أجل الحفاظ على تراثنا الثقافي حياً ونشطاً لا بد من اقتناع كامل بأن تراثنا غير جامد، وقابلٌ للتطوير والتغيير ليواكب العصر والزمان الذي نعيش فيه، وبهذا تنجح جهود الحفاظ على الهوية الوطنية.