إعداد / آلاء النجار
* تواجه مصر في الوقت الحاضر من القضايا والمشاكل البيئية ، والتي قد تمثل عقبة أمام التنمية الشاملة والتخطيط البيئي المستقبلي ، ويأتي في مقدمة المشاكل البيئية ، وأخطرها فى مصر مشكلة التلوث البيئي بشكل عام والتلوث الهوائي بشكل خاص ، والتى قد تصل إلى أقصى دراجات الخطورة فى المناطق الصناعية التى تجاوزت فيها نسبه التلوث الحد المسموح به ، ولاشك أن لهذه المشكلة آثار ضارة على الاقتصاد القومي المصري. “
تلوث الهواء خطر داهم “
*****
تعد أزمة التلوث إحدى أكبر المشكلات التي تواجه حياه الإنسان ، وعلى الرغم من أنها من صنع يده ، فإنه لا يدرك مدى خطورتها إلا بعد فوات الأوان . – وقد أثبتت معظم الدراسات الحديثة التي أجريت في هذا الصدد ، بأن تلوث الهواء يؤدى الى ارتفاع درجات الحرارة ، ويسبب ظاهرة الاحتباس الحراري. – إلا إن “تلوث الهواء” أصبح مشكلة كبرى في مصر ، وأصبح المصريون يتنفسون الهواء الملوث ، دون التفكير فى الضرر الذى يسببه ذلك لهم . – حيث نشرت منظمة الصحة العالمية تقريرا تقول فيه نحو 7 ملايين شخص يموتون كل عام بسبب التعرض للهواء الملوث . – وبحسب تقرير المنظمة ، تسبب تلوث الهواء خارج المنازل وحده نحو 4.2مليون حالة وفاه فى عام 2016، فى حين تسبب تلوث الهواء المنزلي من الطهي باستخدام الوقود والتقنيات الملوثة فى وفاه ما يقدر 3.8 مليون شخص فى الفترة نفسها . – صنفت منظمة الصحة العالمية مدينة القاهرة من المدن الأكثر تعرضا لتلوث الهواء فى فترة من عام 2011-2016. – كما تشير أيضا خرائط التوزيع الجغرافي في الدراسة عن نسب الوفيات المبكرة إلى ارتفاع معدلاتها فى مصر . – وفقا لتقديرات البنك الدولي لحساب مؤشر تكلفة التدهور البيئي ، ويحدد تكلفة تلوث الهواء بنحو 5 بالمئه من الناتج القومي الاجمالى السنوي . –
** – ومن أهم الأنشطة البشرية التي تسبب تلوث الهواء فى مصر الانبعاثات الناجمة عن حرق الوقود المستخدم فى النقل والصناعة والزراعة ومحطات الطاقة الكهربية التى تعمل بالفحم تحديدا ، بالإضافة الى عمليات حرق المخلفات ، وأنشطة البناء ، وتساهم العواصف الترابية والرياح الموسمية فى زيادة نسب الجسيمات الملوثة فى الجو .
“ملوثات الهواء في مصر”
***
– تعانى المناطق الصناعية في مصر من تلوث الهواء ، ومن خلال دراسة الخريطة الصناعية فى مصر ، يلاحظ أن المناطق الصناعية تنتشر في معظم محافظات الجمهورية ، فالكثير من المدن المصرية تمثل بيئات صناعية متكاملة .
* ملوثات الهواء الغازية
***
تلوث الهواء بالجسيمات العالقة :- – تشمل الأتربة العالقة ، والأتربة الساقطة ، والدخان، وتتمثل مصادرها في محطات توليد الكهرباء ، والعمليات الزراعية ، وصناعات تكسير الأحجار ، والاسمنت ، وصناعة الحديد والصلب ، وتتمثل خطورة هذه الجسيمات في إنها قد تكون سامه نتيجة لخواصها الكيميائية أو الفيزيائية مثل الرصاص والاسبستون وبعضها يعمل كحامل لمواد سامة مميزه على سطحها . * «السيلكا الحرة» :- – تنتشر في المخلفات الملوثة للهواء ، وتتسبب عند استنشاقها تلفيات فى رئة الإنسان .
« مقاييس جودة الهواء »
**
– تعتبر هذه المعايير هي المرجعية لتحديد جودة ونوعية الهواء، وترمي إلى الحد من تفاقم التلوث وخفض العبء الصحي والبيئي، وتحدد وفق دراسات تربط بين قياسات تركيزات الجسيمات والغازات الملوِّثة والأثر الصحي. – وقد طورت منظمة الصحة العالمية إرشادات ودليلًا لتقييم جودة ونوعية الهواء يوصي بتعيين حد مسموح لتركيزات بعض العناصر الضارة في خليط الهواء الجوي وفق الدراسات الإحصائية لخفض العبء الصحي والبيئي الناتج عنها . – ومع ذلك تؤكد منظمة الصحة العالمية على أنه لا توجد حدود معينة لا يحدث دونها آثار ضارة صحيًّا أو تؤمن وقاية تامة من مخاطر تلوث الهواء. – ما دعاها إلى تشجيع تعيين حدود وطنية أقل من الدلائل الإرشادية المقترحة .
****
* توصيات تخص تحسين إجراءات حماية البيئة :- 1- تحسين المعايير المصرية المسموح بها للملوثات والتي تزيد حاليًّا على المعايير العالمية بمقدار ضعفين أو ثلاثة لبعض الملوِّثات. 2- تحسين قوانين حماية البيئة واللوائح التنفيذية البيئية لتكون أكثر إحكامًا وتقليل الثغرات القانونية وإلغاء التسهيلات التي تتم على حساب البيئة. 3- بناء قدرات ورفع كفاءة أجهزة المراقبة والتفتيش البيئي وأجهزة إنفاذ القوانين. 4- زيادة المساحات الخضراء داخل المدن وتشجيع التشجير. * توصيات تخص تقليل الانبعاثات :- 1- رفع كفاءة استخدام الطاقة في كافة المجالات. التحول عن استخدام الفحم وإيجاد بدائل نظيفة ومستدامة.
2- الإسراع بالتحول نحو توليد الكهرباء من الطاقات المتجددة ودعمها.
3- دفع الصناعات نحو تبني تقنيات الإنتاج الأنظف ورفع كفاءة الطاقة.
4- نقل الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة، والانبعاثات
5- خارج المدن والكتل السكانية. توفير أنظمة نقل عام آمنة وبأسعار معقولة والتقليل من استخدام السيارات الخاصة.
6- بناء شبكات طرق صديقة للمشاة وراكبي الدراجات وتشجيع تلك الوسائل.
7- رفع كفاءة السيارات والمركبات واستخدام أنواع وقود نظيفة.
8- تحسين إدارة المخلفات الصُّلبة والبلدية وإعادة تدويرها وكذلك النفايات الزراعية والحد من الحرق المكشوف .